top of page

لمشاهدة المزيد من دراسات الكتاب المقدس باللغة العربية ، انقر هنا.

11. Signs of Christs Second Coming

11. علامات مجيء المسيح الثاني

لوقا 21: 5-11

نهاية الأزمنة

نقرأ في الاصحاحات الأخيرة من إنجيل لوقا أنَّ يسوع كان يجول في شوارع أورشليم وهو عالمــــًا ماذا كان ينتظره خلال احتفالات عيد الفصح. نقرأ أيضًا عن شفائه لبرثلماوس الرجل الأعمى (18: 35-43)، وعن اهتمامه بزكا العشَّار. رأينا غَيْرَته من نحو الله حين قَلَبَ موائد الصرَّافين في الهيكل (متى 21: 12)، وكان هدفه أن يكون بيت صلاة وليس مغارة لصوص كما كانت الحال (19: 45-48). سمعناه ينطق بكلمات الحكمة حين أجاب عن الأسئلة الخبيثة التي طرحها عليه معلِّمو الناموس ورؤساء الكهنة والصدوقيّون (لوقا 20: 1-47). لكنَّنا نراه الآن يحضِّرهم لموته وقيامته وانطلاقه ومن ثمَّ عودته في بهاء ومجد عظيمين.  

 

علامات نهاية الأزمنة

كان اليوم الأربعاء ما قبل الصلب، وكان يسوع قد أمضاه في الهيكل يعلِّم من الصباح وحتى منتصف الليل (لوقا 21: 37-38). ويخبرنا متى أنَّه بعدما أطلق يسوع الويلات السبع على النخبة المتديِّنة في المدينة، إنطلق عند حلول الظلام من خلال البوَّابة الشرقيَّة إلى جبل الزيتون الذي لا يبعد كثيرًا عن الهيكل (متى 24: 1). ويُرجَّح أن يكون قد نام في بستان جثسيماني لكي يتسنى له حالما تفتح البوَّابة الشرقيَّة البدء بتعليم الآتين للاحتفال بالفصح. وتعني كلمة "جثسيماني" معصرة الزيتون. وبالفعل فإنَّ الربَّ "عُصِر" هناك حيث رزح تحت حمل مسؤولية المهمَّة التي كان قد أتى من أجلها. وبينما غادر يسوع والتلاميذ الهيكل في عشِّيَّة ذلك الأربعاء، لاحظ التلاميذ جمال هيكل هيرودوس الذي كان مرصَّعًا بالحجارة الكريمة. ويخبرنا يوحنا الرسول أنَّ بناء الهيكل كان قد ابتدأ قبل ستٍّ وأربعين سنة من صلب يسوع (يوحنا 2: 20)، وكانت ستمر سنون عديدة قبل إكتماله. (لقد تمَّ بناؤه قبل سبع سنين من دماره في العام 70 م). وكان الهيكل وباحاته من عجائب العالم، وكان يبدو منظره رائعًا من جبل الزيتون. ويخبرنا ر.كنت هاغز في كتابه التفسيري عن إنجيل لوقا ما كتبه يوسيفوس المؤرِّخ اليهودي الذي عاش في تلك الحقبة التالي:

            " كانت جدران الهيكل من الخارج تبهر العقول والعيون. وكانت مغطًّاة من كلِّ الجوانب بصفائح من ذهب، وما إن تُشرِق الشمس كان يلمع بشدِّة فيصبح من الصعب النظر إليه، فكان الناس يُشيحون بأنظارهم وكأنَّهم ينظرون مباشرةً إلى أشعة الشمس.وكان يبدو للقادمين من بعيد كأنَّه جبل مغطَّى بالثلوج لأنَّ كلَّ الأجزاء التي لم تكن مغطَّاة بالذهب كانت مغطَّاة باللون الأبيض الناصع. وكانت تظهر من السقف حربات ذهبيَّة حادَّة لمنع الطيور من التعشيش هناك وتلطيخ المكان. وكان طول بعض الحجارة المــُستخدمة في البناء عشرين مترًا وارتفاعها ما يقارب المترين وعرضها ما يقارب الثلاثة أمتار".[1]

وبينما كان يسوع وتلاميذه متَّجهين شرقًا نحو بستان الجثسيماني، تنبَّأ يسوع عن دمار الهيكل:

"وَإِذْ كَانَ قَوْمٌ يَقُولُونَ عَنِ الْهَيْكَلِ إِنَّهُ مُزَيَّنٌ بِحِجَارَةٍ حَسَنَةٍ وَتُحَفٍ، قَالَ «هذِهِ الَّتِي تَرَوْنَهَا، سَتَأْتِي أَيَّامٌ لاَ يُتْرَكُ فِيهَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ".(لوقا 21: 5-6)

السؤال الأوَّل: برأيك، ماذا كانت ردَّة فعل اليهود عندما سمعوا نبوَّة يسوع؟

كانت إجابته صادمة بالنسبة لهم: فدمار كل حجارة من أحجار الهيكل كان يعني بالنسبة لهم إنتهاء عصر اعتادوا عليه. ولسنا بحاجة لتأكيد كلام يسوع، إلاَّ أنَّ النبي ميخا كان قد تنبَّأ عن خراب أورشليم والسبب وراءه:

            "اسمعوا هذا يا رؤساء بيت يعقوب و قضاة بيت إسرائيل الذين يكرهون الحق و يعوجون كل مستقيم الذين يبنون صهيون بالدماء و أورشليم بالظلم رؤساؤها يقضون بالرشوة و كهنتها يعلمون بالاجرة و انبياؤها يعرفون بالفضة و هم يتوكلون على الرب قائلين أليس الرب في وسطنا لا يأتي علينا شر لذلك بسببكم تفلح صهيون كحقل و تصير أورشليم خربا وجبل البيت شوامخ وعر." (ميخا 3: 9-12)

  تمَّت النبوَّة وهدم تيطس الهيكل في العام 70 م، ومن ثمَّ دُمِّر بالكامل في العام 135 م عندما ضحد الامبراطور الروماني هادريان ثورة ثانية لليهود بهدف الاستقلال عن الرومان بقيادة سيمون بار كوخبا. ويُخبر المؤرِّخ الروماني كاسيوس ديو الذي عاش في القرن الثاني الميلادي أنَّ الرومان قتلوا 58000 يهوديًّا ودمَّروا أورشليم وفلحوا أجزاء من المدينة. وطُرِد جميع اليهود ومُنعوا من العودة إلى المدينة تحت طائلة عقوبة الموت. [2] لقد تمَّت نبوَّتا ميخا ويسوع بالكامل. وعندما سمع التلاميذ كلام يسوع واستوعبوه سألوه أن يشرح لهم متى يكون ذلك وما هي علامات مجيئه الثاني حيث سيملك ويحكم:

"فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَتَى يَكُونُ هذَا؟ ومَا هِيَ الْعَلاَمَةُ عِنْدَمَا يَصِيرُ هذَا؟»
فَقَالَ: «انْظُرُوا! لاَ تَضِلُّوا. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ! وَالزَّمَانُ قَدْ قَرُبَ! فَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَهُمْ.
فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل فَلاَ تَجْزَعُوا، لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هذَا أَوَّلًا، وَلكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعًا». ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ،
وَتَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ، وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ. وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ السَّمَاءِ." (لوقا 7:21-11).

ونقرأ  أجزاء من كلام يسوع هذا في متى 24 ومرقس 13 ولوقا 21. ويخبرنا متى أنَّ التلاميذ انتظروا ليجتمعوا على سفح جبل الزيتون قبل أن يسألوه عن تلك النبوَّة (متى 3:24). ويذكر متى ومرقس سؤالين طرحهما التلاميذ على يسوع: "قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟" (متى 3:24). وأتت إجابة يسوع أطول من أيَّة إجابة قدَّمها لأي سؤال طُرِح عليه. لكن الحادثتين اللتين ذكرهما فهما دمار الهيكل الذي حصل في العام 70م، وزمن ما قبل مجيئه مباشرة الذي نعيش فيه نحن في هذه الأيَّام. لكني أعتقد أنَّ الاجابة عن الجزء الثاني من سؤالهم "وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟" هي أنَّه لم يأتِ ذلك الوقت بعد.

 

العلامات الأولى للنهاية

العلامة الأولى أو التحذير الأوَّل هو من الضلال: "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَد"ٌ (ع 4). ونعيش اليوم في عصر الضلال إذ إنَّ عدوَّنا إبليس يحرِّك أفرادًا ذوي نفوذ في السياسية والاعلام والتربية ويروِّجون لقِيَمٍ وضلالات تقود بالمجتمع إلى التهاوي. وهدف عدوِّنا هو إفساد عقولنا والسيطرة عليها. أمَّا هذه الرغبة نحو الشر فما تزال ترافقنا منذ سقوط الانسان، ونخوض معركة روحيَّة إلى أن يرجع المسيح. ويجب على المؤمنين أن يتمسَّكوا بالحقِّ الكتابيِّ ولا يعطوا مكانة لأساليب العدو في الخداع بواسطة الاعلام والتلفاز والانترنت. بالطبع ليس كل ما نشاهده على التلفاز ضارًّا، لكن علينا أن نتحلَّى بروج التمييز إزاء ما نشاهد ونمتحنه في ضوء كلمة الله. وعليك أن تقرِّر من وما تؤمن به إذ إنَّ الكتاب المقدَّس يعلِّمنا أن لا نقبل كل ما نسمع، بل أن نمتحن الأرواح ونقيس كل ما نسمع بحسب مقياس كلمة الله.

"أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ" (1يوحنا 1:4).

السؤال الثاني: الضلالات هي من العلامات الأولى لرجوع يسوع، ما هي الأمور التي تراها اليوم التي تُبعد العالم عن معرفة الله ومعرفة كلمته؟ هل تشعر أنَّ الحقَّ يُهاجَم في هذه الأيَّام؟ وكيف يحدث ذلك؟                                                                                                          

 

وينبِّهنا يسوع من الذين سيأتون متدِّعين أنَّهم المسيح (ع 8). وممَّا لا شكَّ فيه أنَّ هذا ما يحصل في عصرنا، إذ كثيرون يأتون بادِّعاء أنَّهم المخلِّص وأنَّه وحدهم يمتلكون الاجابات لمشاكل العالم. وأنا متيِّقن أنَّه سيأتي كثيرون آخرون أيضًا. وسيأتي أحدهم مدِّعيًّا أنَّه الله (2تسالونيكي 3:2-4) وسيطلب من الناس أن يعبدوه. ثم سيأتي رجل دين وسيجترح معجزات مدَّعيًّا أنَّه حمل، لكنَّه في الواقع هو تنين. وسيأمر الجميع أن يعبدوا المسيح الكذَّاب:

"ثُمَّ رَأَيْتُ وَحْشًا آخَرَ طَالِعًا مِنَ الأَرْضِ، وَكَانَ لَهُ قَرْنَانِ شِبْهُ خَرُوفٍ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ كَتِنِّينٍ، وَيَعْمَلُ بِكُلِّ سُلْطَانِ الْوَحْشِ الأَوَّلِ أَمَامَهُ، وَيَجْعَلُ الأَرْضَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي شُفِيَ جُرْحُهُ الْمُمِيتُ، وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ، وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ، قَائِلًا لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ". (رؤيا 11:13-14)

بالرغم من أنَّ ذلك هو النبي الكذَّاب، إلاَّ أنَّه سيجترح معجزات عظيمة، وسيُنزِل النار من السماء. لكن يجب أن نتجاهلها جميعها ونتمسَّك بما يعلِّم الكتاب. وعلينا أن نحترز من أن نُخدع! وبالرغم من أنَّ البعض سيحاولون تضليلنا طالبين منَّا أن نتبعهم، إلاَّ أنَّ يسوع يخبرنا أنَّه لن يكون المنتهى بعد:

 "فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل فَلاَ تَجْزَعُوا، لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هذَا أَوَّلًا، وَلكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعًا" (ع 9)

حروب وثورات

إنَّ الضلال، والقادة الكذبة، والحروب، والثورات جميعها علامات أوَّليَّة. وقد أخبرنا يسوع أنَّ أمَّة ستقوم على أمَّة ومملكة على مملكة (ع 10). وتشير الاحصاءات إلى أنَّ عدد الذين لاقوا حتفهم في الحرب العالميَّة الأولى هو 31,508,200 ، وعدد الذين لاقوا حتفهم في الحرب العالميَّة الثانية هو 52,199,262 .[3] لقد مات ما يفوق الثلاثة وثمانين مليون نسمة خلال حربين فقط في القرن العشرين، ناهيك عن الحروب الأخرى المتفرِّقة التي دارت في بلدان مختلفة.

وخلال الحرب العالمية الثانية مات أكثر من ستة ملايين يهوديًّا على أيدي النازيين. وأدَّت تلك الحرب إلى عودة العديد منهم إلى الشرق، ومنذ ذلك الحين خاضوا خمسة حروب كبيرة بين الأعوام 1948 و1956 و1967 و1973 و1982. ولا أعني في حديثي أنَّ يسوع تحدَّث عن علامات ستحدث مع الشعب اليهودي فقط الذي نال قسطه من الحروب، بل إنَّ العلامات النبوِّيَّة التي تحدَّث عنها تضمّ العالم بأسره (لوقا 35:21). وقال الرب أيضًا إنَّه ستقوم ثورات بالاضافة إلى الحروب. وغالبًا ما نسمع عن ثورات تقوم في بلاد عديدة ومنها بلاد فلسطين المحتلَّة. فعندما حاول رئيس وزراء إسرائيل آرييل شارون الصلاة على جبل الهيكل في 28 أيلول من العام 2000 إنتفض الفلسطنيون. وبالرغم من أنَّ أورشليم إنتُزعت من الأردن في العام 1976، إلاَّ أنَّ جبل الهيكل ما يزال مع الفلسطنيين. ولذلك فإنَّ زيارة شارون أدَّت إلى ما يُسمَّى بالانتفاضة الثانية. لكن بعض المسؤولين الفلسطينيين لا يُحمِّلون سبب الانتفاضة إلى زيارة شارون، بل إلى فشل مفاوضات كامب ديفيد في 25 تموز من العام 2000. هذه إنتفاضة واحدة حصلت هناك إضافة إلى أخريات عدَّة. ونسمع عن اضطرابات في كلِّ أنحاء العالم.

       تُشتق كلمة ثورات في اللغة الانكليزية revolutions من الكلمة اليونانية Akatastatos:

وتعني هذه الكلمة:"حالة ثابتة لأمر ما، أو تثبيت أم إنشاء أمر ما. هياج، اضطراب، تشويش، إزعاج، خلل. وهي تُستخدم للثورات السياسيَّة والاجتماعيَّة والتمرّد والتحريض والشغب والعصيان" .[4]

   ونواجه اليوم ثورات ضدَّ الأنظمة السياسية المعترف بها في العالم. فالعالم يخوض اضطرابات وسيخوض اضطرابات أخرى. إنَّه مخطَّط عدوِّنا لكي يبثّ الفوضى والخوف والاضطراب المدني والثورات السياسيَّة. ففي جوٍّ من الفوضى يصبح من السهل على رجل واحد أن يحكم على شعوب الأرض كلِّها من خلال حكومة واحدة.

ويُكمِل لوقا قائلاً إنَّ يسوع تكلَّم لاحقًا عن الزلازل والمجاعات والأوبئة التي ستحصل للجنس البشري بالاضافة إلى أحداث مخيفة وعلامات عظيمة في السماء:"وَتَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ، وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ. وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ السَّمَاءِ" (لوقا 11:21).

 

نقرأ في رؤيا يوحنا 5:6-8 أنَّه بالاضافة إلى علامات مجيء المسيح سيموت الكثيرون نتيجة للمجاعات والأوبئة. وبينما أكتب الآن بتاريخ 27 مارس، 2020، يموت الكثيرون نتيجة فلتان فيروس معيَّن. ونقرأ في لوقا في النص الذي نحن بصدد دراسته عن مجاعات وأوبئة مخيفة إضافة إلى أحداث مرعبة وعلامات عظيمة في السماء. ولا نعلم إن كان فيروس كورونا هو أحد الأوبئة المذكورة في إنجيل لوقا، لكن يُمكن أن يكون علامة من الله لكي ينبهنا إلى الواقع أنَّ هذا العالم ليس الهدف النهائي لحياتنا بل علينا أن نهيِّء أنفسنا لمجيء الملك. وتُشتق كلمة أوبئة في اللغة الإنكليزية pestilence من الكلمة اليونانية  loymos والتي تحمل معنى وبأ جائح مميت.

            ويضيف متى بضع كلمات عن العلامات التي لا بدَّ أن توقظنا من سباتنا الروحيِّ، فيشبِّه العلامات المذكورة إلى مخاض الحبلى.

 "لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ." (7:24-8)

السؤال الثالث:برأيك، إلى ماذا كان يشير يسوع حين أعطى مثل المرأة عند الولادة؟ (ع 8)

عندما يبدأ المخاض عادة ما يكون الألم معقولاً، وتكون الانقباضات ما تزال متباعدة بعدَّة دقائق. وبينما تقترب عمليَّة الولادة، تتقارب الانقباضات ويزداد الألم. وقد استخدم يسوع هذا التشبيه للقول إنَّه كلَّما إقتربت نهاية العالم إزدادت الحروب والثورات والمجاعات والأوبئة والزلازل. فكما أنَّ الانقباضات تزداد ألمــًا مع اقتراب الولادة، هكذا سيزداد الألم والهلع والمرض والخوف والموت على كوكب الأرض. وستشتدّ حدَّة الحروب والثورات، وكثيرون سيلاقون حتفهم، ونقرأ في إنجيل متى:

"وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ" (متى 22:24)

وسينتهي كل ذلك عند ظهور ربّنا يسوع الذي سيرجع من أجل الذين له. ماذا يعني كل هذا بالنسبة لي ولك؟ إنَّه الوقت لنتأكَّد أنَّ مُلْكٌ للمسيح حتى عندما يرجع لا نخجل. إنَّنا نعيش في أيَّام رائعة، وعلينا ألَّلا نهلع بل نتوق إلى يوم رجوعه. وإنَّ الذين هم للمسيح ممتلوؤن بالثقة والسلام، ويعلمون أنَّ الذي يمسك بمجريات العالم في يديه يمسك ويحفظ حياتنا. وفي ضوء كل ذلك، يجب أن لا نتمسَّك بأمور هذا العالم. الله هو المسيطر وعلينا أن نذكِّر أنفسنا بهذا.  

ونقرأ في إنجيل متى نصًّا مشابهًا للنص في لوقا حيث يقدِّم لنا متى الويلات السبع الذي قالها يسوع عن رجال الدين والتي تنتهي بما يلي:

"يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا.لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبّ" (متى 37:23-39)

نحن نعيش اليوم في وقت تتحقق فيه النبوات. وبالرغم من الأيام السوداء المقبلة في الأيَّام الأخيرة، فليست كلّ الأمور سوداويَّة. ولن يغلب الظلام النور. ويلقي الكتاب المقدَّس الضؤ على أمور ستحدث في الأيَّام الأخيرة، فنقرأ أنَّ بطرس وجَّه كلامه للجموع في يوم الخمسين قائلاً:

"يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا.وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضًا وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُون." (أعمال الرسل 17:2-18)

وبالرغم من أي أمر من المكن أن نتعرَّض له في هذه الحياة، أريد أن أنهي حديثي بما قاله بطرس للجمع في يوم الخمسين مستشهدًا بكلام داود النبي، قائلاً:

"لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَلِذلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍلأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا.عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ" (أعمال الرسل 25:2-28)

    قال بطرس للجمع إنَّ هذه الآية حملت نبوَّة عن يسوع الناصري. لقد مهَّد لنا الطريق لكي نستشهد بها ونتمسَّك بها في الأيَّام الصعبة. لقد أظهر لنا الله سبل الحياة! وعدنا بالفرح في حضوره وبأنَّه لن يتركنا ولن يهملنا. ويمكننا أن نثق أنَّه مسيطر على كلِّ الأمور بالرغم من كل ما نرى من حولنا، فنقول:"أيُّها الربّ، أنا أثق بك! ولن أتزعزع لأنَّك تُمسِك بيدي!"

 

صلاة: أيُّها الآب، بينما نرى الأحداث المتسارعة في العالم من حولنا، ساعدنا كي لا نهلع بل بالعكس نعيش كل يوم بأفضل طريقة ممكنة. ساعدنا أن نعيش كل يوم بيومه ونقوم بالأفضل لاتباعك. نريد أن نركِّز على الأمور الأساسيَّة التي تحمل قيمة أبديَّة. ونقول:"مبارك الآتي باسم الرب." آمين.

Keith Thomas

Email: keiththomas@groupbiblestudy.com

Website: www.groupbiblestudy.com

 

[1] R. Kent Hughes, Commentary on Luke, Published by Crossway Books, Page 296.

[3] Statistics are taken from the BBC website: http://www.bbc.co.uk/dna/h2g2/A2854730

[4] Key Word Study Bible, AMG Publishers, Page 192 in the New Testament Lexical Aids.

bottom of page