top of page

لمشاهدة المزيد من دراسات الكتاب المقدس باللغة العربية ، انقر هنا.

4. How Do I Become a Christian

4. كيف أصبح مسيحيًّا؟

أنا جديد في ذلك

 

لم أترعرع في منزل مسيحيّ فكنت ملحدًا تمامًا حتّى آمنت بالإنجيل وحصلت على مغفرة لخطاياي. وحدث هذا التحوّل في حياتي في أوائل العشرينات من عمري أثناء سفري من (إنجلترا) وقضائي بعض الوقت في (الولايات المتّحدة الأمريكيّة.) وقابلت مؤمنين حقيقيّين بِيسوع المسيح وفسّروا لي طريق الخلاص بطريقة أستطيع أن أفهمها. وقد رأيت اختلافًا في هؤلاء المؤمنين، اختلافٌ ما كنت أبحث عنه في خلال سنوات مراهقتي. ورأيت أنّ بداخلهم حبًّا حقيقيًا وتفانيًا لله ولبعضهم بعضًا. فغدت تلك المرّة الأولى التي أشعر فيها بحضور الله. وقبل أن أهب حياتي للمسيح، إذا سألني أحدهم السؤال "ما هو المسيحي؟" لكنت سأجيب أنّ المسيحي الحقيقيّ هو الشخص الذي يحفظ الوصايا العشر. فلم أفهم ما يعنيه أن أكون مسيحيًا وقد فاتني جزءٌ أساسيٌّ من قصّة الإنجيل. ولكن أن نصبح مسيحيّين لا يتعلّق بسلوكنا بل إنّه يعتمد على ما فعله الله من أجلنا. فأعلم أن ذلك قد يبدو محيّرًا للبعض، لكن ما لا نستطيع أن نفعله لأنفسنا لكوننا صالحين بما فيه الكفاية، فقد فعله الله لنا. وآمل أنّ بحلول الوقت الذي تقرأ فيه هذه الدراسة القصيرة، ستكون قصة الإنجيل (التي تعني الأخبار السارّة) واضحة وضوح الشمس بالنسبة إليك.

 

وهذه الدراسة مخصّصة أيضًا لأولئك الذين نشأوا في منزل مسيحيّ ولكنّهم ما زالوا غير متأكّدين من خلاصهم. فيعتنق البعض المسيحيّة وقد يذهبون إلى الكنيسة بانتظام ولكنّهم غير متأكّدين من أنّهم أبناء الله ومقدّرًا لهم أن يذهبوا إلى الجنّة. أمّا أنا فأرغب في مساعدتك على فهم ما معنى أن تكون مسيحيًا وأن تتمتّع تمامًا بعلاقة مع الله. وآمل أن تكون قد قرأت دراستَيْ من هو يسوع؟ ولماذا مات يسوع؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهاتان الدراستان جيّدتان عليك أن تقرأهما بعد قراءة الدراسة هذه.

 

فأن تصبح مسيحيّاً ليس بمثابة فتح صفحة جديدة في الحياة بل الحصول على حياة جديدة لنفعل ذلك. لقد قدّم لنا الله عطيّة الخلاص لنعلم أنّ لنا حياة أبديّة في يسوع المسيح. وقبل ألفي عام، أتى يسوع ليقدّم هذه العطيّة لكلّ من سيقبله. ولا يمكننا أن نعرف الله بمعزل عن قبول مغفرته والحصول على حياة جديدة من يسوع. ولا يمكنك أيضًا أن تصبح مسيحيًّا بالتصرّف بمعيار معيّن؛ فالأمر لا يسير هكذا. فَقَالَ يَسُوعُ: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ". (يوحنا 3: 3). ويُسبغ علينا مبدأ الحياة الجديدة عندما نتوب (وتعني التوبة تغييرًا في الفكر والاتّجاه) ونقبل الرب يسوع كمخلّصنا. وكتب بولس الرسول: "إذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً." (كورنثوس الثانية 5:17). وفي نهاية هذه الدراسة، عندما تفهم تمامًا ما تفعله، ثمّة صلاة بسيطة يمكنك أن تصلّيها للحصول على عطيّة الله. ومن الضروري أن تدرك بعض الأشياء قبل أن تصلّي، أوّلها أن الله يحبّ كلّ واحد منّا بشدّة:

 

 الله يحبّك ولديه عطيّة لك.

 

لدى الله عطيّة لكلّ شخص على كوكب الأرض - إذا حصلنا عليها. فالعطيّة لا تُكتسب ولكنّها تنبع من قلب المانح ولا تستند إلى استحقاقنا أو إلى ما فعله كل واحد منّا أو لم يفعله. فهي نعمة. والنعمة هي كلمة تعني "معروفًا غير مستحقّ". فنحن لا نستحقّ عطيّة الله، لكنّ الرب يحبّنا ويريد أن ينعم علينا برحمته ونعمته.

 

8لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. 9لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدُ. (أفسس 2: 8-9) 5. لاَ بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ -خَلَّصَنَا بِغَسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، (تيطس 3: 5)

 

مشكلة الخطيئة.

 

إلّا أنّنا نواجه مشكلة. وهذه المشكلة التي من المهمّ جدًّا أن نفهمها هي مشكلة الخطيئة. فالله قدّوس تمامًا، لكنّنا لسنا كذلك. لقد فعلنا جميعنا أشياء ضدّ بوصلتنا الأخلاقيّة الداخليّة وضدّ ضميرنا، ولكن ضدّ ناموس الله الأخلاقيّ أيضًا. وتخلق طبيعتنا الخاطئة انقسامًا ما بين الله وبيننا، لأنّه قدّوس: "عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرَّ" (حبقوق 1:13). وإذا أردنا أن نعيش في مكان كامل مع الرب  فعلينا إبعاد الأشياء الخاطئة التي تمنعنا من الشركة مع الله عن طريقنا. وإذا لم نفهم المشكلة، فلن نقدّر العلاج الذي قدّمه الله:

 

إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ (رومية 3:23).

 

بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. (إشعياء 59: 2).

 

ما هي الخطيئة؟

 

تأتي الترجمة الإنجليزيّة لكلمة "خطيئة" من كلمة يونانيّة تعني "التقصير في شيء ما". وعندما كُتب العهد الجديد، وصفت الكلمة اليونانيّة رامي السّهام الذي أطلق سهمًا على هدف لكنّه فشل باستمرار في إصابة الهدف. فمطلب الله للوصول إلى السماء هو الكمال:

 

فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ. (متى 5:48)

 

ويواجه كلّ واحد منّا مشكلة، لأنّنا نقصر عن الكمال بسبب خطيّتنا الشخصيّة والطبيعة الخاطئة التي ورثناها عن جدّنا الأكبر آدم. فتفصلنا طبيعتنا الخاطئة عن خالق كلّ شيء. ومعضلتنا هي أنّنا لا نستطيع أن نكون جيدّين بما يكفي لإخراج أنفسنا من حالتنا غير الأخلاقيّة.  ويعتقد بعض الناس بشكل خاطئ أنّ عليهم أن ينظّفوا حياتهم قبل أن يلجأوا إلى الرب ليغفر لهم الخطيئة. كما يعتقدون أن الله لن يقبلهم بسبب خطاياهم. لكنّ الله يحبّك كما أنت. ولا يمكنك أن تكون جيّدًا بما فيه الكفاية. ولم يحظى اللصّ التائب المصلوب مع يسوع بالوقت للقيام بأي أعمال صالحة، لكنّه طلب بتواضع من المسيح أن يغفر له. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ." (لوقا 23: 43).  لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. (أفسس 2: 9).

 

لا يمكنك أن تخلّص نفسك.

 

ومهما حاولنا جاهدين أن نكون صالحين، فإنّ شخصيتنا المتأصّلة معيبة - فنحن خطأة باختيارنا، وطبيعتنا البشرية هي ارتكاب أفعال خاطئة. نعم، يمكننا أن نعمل أعمالًا صالحة، ولكن حتّى أعمالنا الصالحة غير مقبولة عند الله:  وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا." (إشعياء 64: 6). وإذا كانت أعمالنا الصالحة ملوّثة، فهل يمكنك أن تتخيّل ما هي أفعالنا الخاطئة لإله قدّوس؟ حتى عندما نحاول أن نحيا حياة نظيفة، تتنجّس أرواحنا أمام الله، ولا يمكننا تغيير أنفسنا مهما حاولنا:

 

هَلْ يُغَيِّرُ الْكُوشِيُّ جِلْدَهُ أَوِ النَّمِرُ رُقَطَهُ؟ فَأَنْتُمْ أَيْضاً تَقْدِرُونَ أَنْ تَصْنَعُوا خَيْراً أَيُّهَا الْمُتَعَلِّمُونَ الشَّرَّ! (إرميا 13:23).

 

الناموس يدين كلّ واحد منّا على  أنّه مذنب

 

36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. (متى 22: 36-38).

 

هل لي أن أسألك، كيف حال حفظك الوصيّة أعلاه، وهي مجرّد واحدة من الوصايا العشر؟ هل يمكنك أن تقول بصدق إنّك قد التزمت بهذا الناموس طوال حياتك؟ لقد أعطى الله الوصايا العشر ليكشف عن الحالة التي سمّمتنا في الداخل. ويحاول بعض الناس أن يعيشوا حياة أخلاقيّة بمحاولة إطاعة وصايا الله، لكنّ الكتاب المقدس يشير إلى أنّ الناموس قد أُعطي ليبيّن لنا مدى قصورنا عن كمال الله وليظهر لنا حاجتنا إلى مخلّص، إلى شخص خارج ذواتنا قادرعلى دفع ثمن خطيئتنا. فالجواب الوحيد للخطيئة هو أن نأتي إلى المسيح للمغفرة:

 

إِذاً قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. وَلَكِنْ بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ. (غلاطية 3: 24-25).

 

هل سبق لك أن أقترفت خطيئة شخصيًا؟

 

لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. (يعقوب 2:10).

 

هل سبق لك أن اقترفت أي خطيئة شخصيًا؟ لا يمكننا أن نخفيها تحت البساط أو أن نخبئها عن الله الذي يعلم كل شيء. وعوضًا عن ذلك، يجب أن نعترف بخطيئتنا أو نتحمّل عواقبها. وإذا إقترفنا خطيئة واحدة وحسب، فسوف تُبعدنا عن جنّة الله الكاملة. فاسمحوا لي أن أصفها بطريقة مختلفة، "كم عدد جرائم القتل التي يجب ارتكابها لتصبح قاتلاً؟ الجواب واحد. وكم عدد الأكاذيب التي يجب قولها لتصبح كاذبًا؟ مرة أخرى، الجواب واحد. حسنًا، فكم عدد الخطايا التي يجب على الإنسان اقترافها ليكون آثمًا؟ الجواب واحد طبعًا.

 

عقاب الخطايا

 

لا تنفر في هذه المرحلة؛ ثمّة أخبار سارّة قدمًا. ولتقدير كلّ ما فعله الله من أجلنا، يجب أن نفهم أنّ الخطيئة تفرض عقابًا. وعقاب الخطيئة هو الموت، والانفصال عن كاتب الحياة – وهو الله. وهذا العقاب ليس مجرّد موت جسدي. فلم يمت آدم بمجرّد أنّه أكل من ثمر جنة عدن. إذًا، جزاء الخطيئة هو الانفصال عن الله في نهاية حياتنا:

 

هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. (حزقيال 18: 4).

 

لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. (رومية 6:23).

 

ما المقصود بأجرة خطايانا؟ الأجرة هي ما تحصل عليه في نهاية أسبوع عملك. وهذا ما نستحقّه  مقابل العمل الجاد طوال الأسبوع. وبالطريقة نفسها، تدفع خطايانا أجرًا عادلًا لإرضاء طبيعتنا الخاطئة، للانفصال عن الله إلى الأبد. في مكان يسمّى جهنّم. والحمد لله أنّ ثمّة كلمة "أمّا" ذات دلالة في منتصف تلك الآية الأخيرة أعلاه. فهبة الله هي الحياة الأبديّة. لكن ما لم نأتي إلى المسيح ونقبل عمله التام على الصليب فداءًا لنا، فسوف نهلك في كرسيّ الدينونة حيث سنظهر جميعًا:

 

...لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ. (كورنثوس الثانية 5:10).

 

...وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ، (عبرانيين 9:27).

 

المسيح هو الجواب على الخطيئة.

 

قال يسوع، "أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." (يوحنا 10: 10). وتطرح هذه العبارة السؤال الآتي: إذا أتى المسيح ليهبنا الحياة، فماذا كان لدينا قبل مجيئه؟ أمّا الحياة الحقيقيّة، وهي حياة الله، فلا تُسبغ علينا إلا عند نقطة التوبة عن الخطيئة والتوجّه نحو الرب يسوع المسيح من أجل هبة الحياة. وقبل هذه المرحلة، نحن خراف ضالّة تاهت وأموات في ذنوبنا وخطايانا (أفسس 2: 1 و 5). فالسبيل الوحيد للخروج من موتنا وخطيتنا هو أن يحمل شخص ما بديلاً عنّا عقاب تمرّدنا وخطيئتنا:

 

وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. (يوحنا 1:29).

 

فهذا ما فعله يسوع. وألقى الله على عاتق المسيح حمل الله الذبيحة خطيئتنا جميعًا. ولأنه كان ومازال الله في الجسد، فإنّ حياته وحسب  قد يكون لها القيمة اللازمة لتحقيق العدالة الأبديّة لإعادتنا "إلى المنزل". فوحده الله يستطيع أن يدفع الثمن عنّا جميعًا. لقد وهب حياته من أجل حياتنا، وذلك تبادل فريد ومهمّ لمصلحتنا أكثر بكثير ممّا يمكننا أن نفهمه.

 

لنقُل الأمر بطريقة أخرى. إذا أخذنا على سبيل المثال النمل، فكم يبلغ عدد النمل الذي يعادل قيمة الخروف نفسها - مليون، ربما عشرة ملايين؟ وماذا عن مجموع النمل، هل سيعادل ذلك خروفًا واحدًا؟ الخاروف كائن حيّ أكبر وأكثر قيمة من جميع النمل مجتمعين. حسنًا، دعنا نذهب إلى أبعد من ذلك بهذه الفكرة. كم عدد الخراف التي قد تعادل قيمة الإنسان؟ ففي نظر الله، كلّ الخراف في العالم لا تساوي حياة إنسان واحد مخلوق على صورة الله (تكوين 1:27). ودعنا نذهب خطوة أخرى قدمًا أيضًا؛ ما هو الثمن الذي يجب دفعه لشراء جميع البشر من سوق عبودية الشيطان؟وحده الربّ السيّد يستطيع أن يساوي قيمة كلّ الذين سيقبلون موته كبديل عن موتهم.

 

فنحن نتحدّث هنا عن إبن الله الذي دفع ثمن فدائنا فبذل ذاته مقابل حياتنا الفانية وغير الكاملة. ولهذا السبب دفع موت المسيح ثمن كلّ خطاياك. ولا يستطيع أحد أن يمحي الخطيئة، لكنّ رب المجد يستطيع، وقد فعل. لقد ألقى الله على عاتق ابنه خطيئتنا كلّنا بعد أن  ضللنا كالغنم. وإذا قبلنا المسيح بالإيمان، فإنّنا نتجدّد أو نولد ثانيةً من علو بثمن دم المسيح الثمين. فنحن الآن ننتمي إلى الراعي الصالح الذي وهب حياته من أجل الخراف. قال يسوع، أَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ. (يوحنا 10:15):

 

قَالَ لَهُ يَسُوعُ: نَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." (يوحنا 14: 6).

 

... بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ ... وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ». (أعمال الرسل 4: 10 ، 12).

 

… أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ. (تيموثاوس الأولى 1:15).

 

المسيح دفع ثمن الخطيئة

 

هل تساءلت يومًا لماذا احتاج المسيح أن يموت بهذه الطريقة الوحشيّة والعنيفة؟ وبحقّ، كان بإمكان الله أن يخطّط لموت أسهل لإبنه. أمّا الجواب، في اعتقادي، فهو الآتي: وحده الموت العنيف كان ليكشف الخطيئة بالطريقة التي كانت في أمسّ الحاجة إلى الكشف عنها. وقال أحد الواعظين، "هل كان يسوع قادرًا على كشف الخطيئة في كلّ أهوالها القبيحة إذا مات على سريره، أو بمحض الصدفة، أو بسبب المرض؟" فمن إحدى مآسي الحياة البشريّة أننّا نفشل في إدراك إثم الخطيئة. فكانت خطّة الله أن يموت المسيح كبديل لكلّ من يضع إيمانه بموت المسيح كأنّه موته وبذلك يظهر إثم الخطيئة والعقاب العادل الذي فرض عليها. وبسبب محبّة الله للإنسان، جاء في شخص ابنه، الرب يسوع، ليحلّ مكان الإنسان ويمنحنا الرحمة والنعمة. وثمّة مثال آخر لهذا النوع من الشرعيّة البديلة في التاريخ:

 

أثناء الحرب ما بين (بريطانيا) و(فرنسا)، تمّ تجنيد الرجال في الجيش الفرنسي بنوع من نظام اليانصيب. وعند  سحب اسم شخص ما، كان عليه أن يذهب إلى المعركة. وفي إحدى المرّات، جاءت السلطات المعنيّة إلى رجل معيّن وأخبرته أنّه من بين المختارين. ورفض الذهاب قائلاً: "أُطلِق عليّ الرصاص وقُتلت قبل عامين". ففي البداية، شكّك المسؤولون في سلامته العقليّة لكنّه أصرّ على أن هذا ما حدث بالفعل. وزعم أنّ السجلّات العسكريّة ستُظهر أنّه قُتل في الميدان. فتساءلوا: "هل يُعقل ذلك؟". "أنت على قيد الحياة الآن!" وأوضح أنّه عندما تم سحب اسمه للمرّة الأولى، قال صديق مقرّب، "لديك عائلة كبيرة، أمّا أنا فلست متزوّجًا ولا أحد يعتمد علي. سآخذ اسمك وعنوانك وأذهب مكانك". وهذا بالفعل ما أظهره السجلّ. وتمت إحالة هذه القضيّة غير العاديّة إلى حدٍّ ما إلى نابليون بونابرت الذي قرّر أنّه ليس للدولة أي حق بالمطالبة القانونيّة لهذا الرجل. فكان حرًّا. لقد مات في شخص آخر.

 

ومن وجهة نظر الله، عندما مات المسيح، مات كبديل ليخلّصك من مطالبات خصمنا الشيطان القانونيّة ضدّك بسبب خطيئتك. فمات المسيح من أجلك وبشخصك. ويرى الله أن المسيح يأخذ مكانك تمامًا كالذي ذهب إلى الحرب عوضًا عن شخص آخر. فعندما مات المسيح  رآك الله أيضًا أنك متّ:

 

إِذاً انْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ ارْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ، تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: (كولوسي 2:20).

 

 1فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ.

 

2اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ،

 

3لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ.

 

4مَتَى اظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ انْتُمْ ايْضاً مَعَهُ فِي الْمَجْدِ. (كولوسي 3: 1-4).

 

وأتى يسوع ليهبنا حياته بموته ودفنه وقيامته. لقد تلقّينا الحياة الجسدية من جدّنا آدم إلّا أنّ المسيح أتى ليعطينا حياة الله، وتُسبغ هذه الحياة علينا عندما نضع إيماننا به وثقتنا به بكلّ إخلاص. فعندما نؤمن، تُغسل ذنوبنا وخطايانا، وتنساب حياة الله في كلّ واحد منا مرتبطًا بالمسيح بالإيمان.

 

وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. (رومية 5: 8).

 

«وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ

 

لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ. (يوحنا 3: 14-  18مع التشديد ).

 

فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ (بطرس الأولى 3:18).

 

ننال عطيّة الخلاص هذه بقبولنا لشخص المسيح.

 

12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ. 14وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً. (يوحنا 1: 12-14).

 

يعطي الله الناس عطيّة الحياة الأبديّة وهبتها عندما يؤمنون. لقد جعل قبول الحياة الأبديّة أمرًا بسيطًا لدرجة أنّه يمكن للطفل حتّى قبول المسيح. فلا تعتمد عطيّة الحياة هذه على معرفتنا بكلّ الحقائق. إلّا أنّها تعتمد على موقف قلبنا بوضع حياتنا في المسيح وفي الخضوع له. وإذا لم نقبل المسيح مثل طفل صغير، فلن ندخل الحياة. وقال يسوع، "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَه". (مرقس 10:15).

 

إنّ قبول المسيح والولادة من جديد، أي الولادة من الله، لا يحدث بالذهاب إلى الكنيسة. وقال يوحنا الرسول إن ذلك لا يحدث بالولادة في عائلة مسيحيّة. إنه " لَيْسَ مِنْ دَمٍ " (يوحنا 1:13). وقال أحدهم إنّ الله ليس له أحفاد. وما قصده هو أنّنا لا نستطيع الدخول إلى ملكوت السماوات لأنّ والدينا يعرفون المسيح، وليس من خلال الزواج من شخص في عائلة مسيحيّة، أي "مشيئة زوج". فلا يكفي كون زوجك أو زوجتك مسيحي/ة. ويتطلّب قبول المسيح أن يتخلى كلّ واحد منّا عن كلّ ما لديه وكلّ ما نحن ونرتمي في يديه. ويكتب يوحنا: وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. (يوحنا 1:12).

 

ماذا يعني الإيمان بالمسيح؟

 

إنّ فعل الإيمان ليس مجرّد اعتراف فكريّ بالفعل الذي قام به المسيح على الصليب من أجلنا؛ بل إنّه وضع إيماننا وثقتنا في المسيح وحده. ويمكننا استخدام تشبيه بلوندين، البهلوان العظيم الذي عبر شلالات نياجرا من جانب واحد إلى الجانب الآخر. وبعد عبور الحبل المشدود الذي يبلغ ارتفاعه 305 مترًا عدّة مرات، إلتفت إلى الحشد وسألهم عما إذا كانوا يعتقدون أنّه قادر على أن يأخذ أحدهم عبره. وبعد هدير أصوات صيحات الذين وافقوه، أقرّ معظمهم أنّه يستطيع فعل ذلك، فشرع بعد ذلك في الطلب منهم واحدًا تلو الآخر أن يقفوا على ظهره ويأتوا معه. لكنّهم لم يفعلوا ذلك. الإيمان بالمسيح هو ثقتنا به. ليس ذلك مجرّد اعتقاد فكري؛ بل قبوله في حياتنا والسّماح له بحملنا منذ ذلك اليوم فصاعدًا. فهل يمكننا أن نقبل المسيح مثل طفل اليوم؟

 

هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. (رؤيا3 : 20).

 

التوبة ضروريّة

 

… إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ (لوقا 13: 5).

 

... تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا (أعمال الرسل 2:38).

 

…  فَاللَّهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ. لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ (أعمال الرسل 17: 30-31).

 

 الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتاً. (كورنثوس الثانية 7:10).

 

قال تشارلز سبيرجن "الخطيئة والجحيم متزوّجان ما لم تعلن التوبة الطلاق." فلا تتوبوا توبة كاذبة، فالكثير من الناس الذين يتوبون هم مثل البحّارة الذين يرمون بضائعهم في البحر في عاصفة ويتمنّون أن يحصلوا عليها مرّة أخرى عند هدوئها". وتعني التوبة تغيير الفكر والقلب تجاه الله. وينطوي هذا التغيير في القلب على تغيير الإتّجاه في الطريقة التي كنا نعيش بها. والشيء المهمّ هو فحص قلبك والتفكير في ما إذا كنت تمارس توبة حقيقيّة كتابية من الخطيئة. فهل طلبت من الروح القدس أن يطهرّك ويجدّدك؟ وهل تريد حقًا أن تتحرّر من العادات التي تلوّث شخصيّتك وروحك وتسبّب الألم في حياتك وحياة الآخرين من حولك؟ وإذا تبنا حقًا عن كلّ الخطايا المعروفة، فإنّ روح الله سيسلّط الضوء على الأشياء التي نحتاج إلى التخلّي عنها، والأشياء التي نحتاج إلى تركها أو تغييرها. إلّا أنّ هذا ليس كلّ شيء! فالروح القدس أمين ليقودنا إلى الحقيقة. فلا يوفّر الله خارطة الطريق للخلاص وحسب بل يوفّر أيضًا وسيلة لتوصيلنا إلى وجهتنا. وتصف التوبة في الكتاب المقدّس رجلًا يستفيق على حاجته الخاصة ثم يستدير نحو الآب (لوقا 15: 17-20).

 

الإعتراف بالخطيئة

 

عندما نتحدّث عن الإعتراف بالخطيئة، فإنّنا نشير إلى كوننا ضعفاء أمام الله بشأن الأفعال التي نعرف أنّها خاطئة. ويعني الاعتراف حرفيّاً أن تقول الشيء نفسه وتتّفق مع الله بشأن خطيئتك. فلا تحاول تبرير سبب قيامك بفعل معيّن، أو لماذا خطيئة معيّنة يشير إليها لك ليست سيئة للغاية. تحمّل أنت مسؤوليّة خطيئتك واطلب الغفران. أمّا الشيطان فهو يهمس في أذنك أنّ خطيئتك ليست بهذا السوء. قاوم مثل هذه الأفكار وألقِ بنفسك على رحمة الله. ومن الحكمة أن تنفرد بالله وتحرِّر نفسك من خطايا معيّنة يلفت انتباهك الروح القدس إليها. فهو يعرف كلّ شيء عنك على أي حال لذا لا يمكنك إخفاء أي شيء عن الرب:

 

فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ وَلَكِنْ مَنْ يُنْكِرُنِي قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (متى 10: 32-33).

 

...  إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ. (رومية 10: 9-10).

 

تأكيد الخلاص

 

منذ عدّة سنوات، جاءت فتاة صغيرة إلى شيوخ الكنيسة راغبة في أن تصبح جزءًا من الكنيسة. وسُئلت أوّلاً، "هل اكتشفت أنّك خاطية؟" فأجابت من دون تردّد: "نعم ، لقد فعلت ذلك بالفعل". أمّا السؤال الثاني الذي طُرح عليها فكان "يا فتاتي، هل تعتقدين أنّكِ تغيّرتِ؟" كان ردّها الفوري "أعلم أنّني تغيّرت". فجاء السؤال الآتي: "حسنًا، وما التغيير الذي طرأ عليك؟" قالت: "حسنًا، الأمر على هذا النحو. قبل أن أعتنق، كنت أركض وراء الخطيئة. أمّا الآن فأنا أهرب منها". إذًا، هذا التغيير في الشخصيّة دليل على تجربة ولادة من جديد وهو تغيير في الموقف وتغيير في الاتجاه.

 

لنأخذ بعض الوقت لاستعراض بعض الأدلّة على ولادة شخص ما من جديد (يوحنا 3: 3)، ولكن احذر من أنّ هذه الأشياء لا يُنظر إليها على أنها علامات مرجعيّة لأشياء يمكنك القيام بها. فهي ثمرة التغيير الداخلي الذي أحدثه الروح القدس وليس جسدنا.

 

  1. هل تؤمن بالإنجيل بصدق؟ فنحن لا نتكلّم عن اعتراف عقلي بحقيقة الرسالة، ولكن عن إيمان قلب يحيا بالقيم الإلهيّة في حياتك اليوميّة. فسوف تظهر حياتك إذا ما كنت تؤمن أو لا. قال يسوع د، " مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ " (متى 7:16). يجب أن تكون ثمّة أدلّة متزايدة عن ثمر الروح في حياتك (غلاطية 5: 16-25).

 

  1. هل قلبك ممتنّ ومحبّ ومقدّر للرب يسوع لموته على الصليب من أجلك؟

 

  1. هل تتوق لمعرفة كلمة الله؟ "وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقّاً فِي هَذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ:"(1 يوحنا 2: 5).

 

  1. هل في قلبك ترقّب للمجيء الثاني للمسيح؟ 2أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ. 3وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هَذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ.(1 يوحنا 3: 2-3 أنا مع التشديد).

 

  1. هل تنزعج ويخيب أملك من نفسك عندما تقترف خطيئة؟ إذا كنت قد دعوت المسيح للجلوس على عرش حياتك ومنحته السلطة، فسوف يوبخك الروح القدس عندما تقترف خطيئة.

 

  1. هل تحب الآخرين الذين يحبّون الله؟ وهل تستمتع بالتواجد مع مسيحيّين آخرين؟ " نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ. "(1 يوحنا 3:14).

 

  1. هل لديك إدراك واعٍ بأنّ الروح القدس ينجز عملًا في حياتك؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذا أيضًا دليل على عمل حياة الله فيك: " بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا: أَنَّهُ قَدْ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ. " (1 يوحنا 4: 13).

 

37كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجاً. 38لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 39وَهَذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئاً بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. 40لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (يوحنا 6:37:40).

 

إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً. (كورنثوس الثانية 5:17)

 

مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. (غلاطية 2:20).

 

" اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ." (يوحنا 5:24)

 

كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ. (يوحنا الأولى 5:13).

 

يذهل هذا النوع من الحبّ العقل البشري، أي أنّ إله الكون يموت عوضًا عنّي، آخذًا العقاب الذي أستحقّه بسبب خطيئتي على نفسه. وقال لاعب الكريكيت البريطاني العظيم والمبشّر سي. تي. ستلد ذات مرّة، "إذا كان يسوع المسيح هو الله ومات من أجلي، فلا تضحية أعظم من هذه لأقدّمها إليه." إذا لم تكن ثمّة طريقة أخرى غير موت المسيح من أجل خطيئتي، فهذا يثبت إثم الخطيئة ومدى أهميّة أن يتمّ إبعاد ذنبي من اقتراف خطيئتي بالنسبة إلى الله لكي أحصل على شركة معه. فيجب أن نفعل كلّ ما في وسعنا لنضع خطايانا وراءنا ونعيش بقيّة حياتنا باحثين عن طاعة الله في كل شيء.

 

ما هو ردك على كلمة الله؟ ربّما تودّ اليوم أن تصلّي صلاة بسيطة، إيمانًا بالمسيح وثقة به وبعمله الكامل على الصليب. إليك صلاة ثقة بسيطة:

 

الصلاة: أيها الآب، أؤمن من كلّ قلبي أنّ يسوع جاء ليهبني الحياة. واليوم، أنا أثق به وبعمله التام على الصليب من أجلي. لقد أقترفت الخطيئة وأخطأت في حياتي. أنتقل من خطيئتي وأتّجه نحو المسيح. أشكرك لإرسال ابنك إلى العالم ليخلّصني من خطيئتي. تعال إلى حياتي، أيها الرب يسوع، واغسلني من إثمي. أريد أن أستقبلك اليوم. آمين!

 

إذا قلت تلك الصلاة، فنحن نحبّ أن نسمع ردّك على هذه الرسالة. ويمكنك مراسلتنا على عنوان البريد الإلكتروني أدناه. ولمعرفة المزيد عن الرب يسوع، زُر الموقع الإلكتروني أدناه:

 

                  

 

كيث توماس

البريد الإلكتروني: keiththomas@groupbiblestudy.com

الموقع الإلكتروني: www.groupbiblestudy.com

bottom of page