top of page

لمشاهدة المزيد من دراسات الكتاب المقدس باللغة العربية ، انقر هنا.

10. The Wedding of the Lamb

10. عرس الخروف

سؤال للتفكير: حاول تذكّر الأعراس التي حضرتها وانتقِ أفضلها ثم اذكر ما الذي جعلها مميّزة؟

 

يُخبر أروين لوتزر حكاية عن تاجرٍ من بغداد أرسل خادمه ليتحوّج بعض الأغراض من السوق. وعندما قفل راجعًا إلى البيت لاقته فجأة "السيدة موت". فارتعب من امارات وجهها وهرع إلى البيت. أخبر سيّده بما حصل وامتطى حصانه السريع واتجه نحو مدينة سوميرا هربًا من "السيدة موت" قبل هبوط الظلام. بعد ظهر اليوم نفسه ذهب التاجر إلى السوق والتقى بِ"السيدة موت" فسألها: "لماذا أخفتِ خادمي هذا الصباح؟" أجابت السيدة موت:"لم أكن أنوي ذلك، بل أنا خفت إذ تفاجأت بوجوده في بغداد فلديّ موعد معه الليلة في سوميرا!"

 

لدى جميعنا موعد مع الموت، ولا يمكننا الهروب أو الإختباء منه بل علينا مواجهته. " وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ" عبرانيين 27:9. لكن، شكرًا لإله السموات الذي قال: "لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ" عبرانيين 5:13. ليس علينا أن نواجه الموت لوحدنا فقد قال لنا إنّه سيكون معنا حتى انقضاء الدهر.

 

الأبدية موضوعة في أعماق كياننا

 

لديّ على كومبيوتري النقّال برنامج يذكّرني بالمواعيد القادمة. فبينما أعمل تصدر رنّة فجأة وتنفتح نافذة أمام ناظري تنبهني بموعدٍ مع أحدهم أو اجتماعٍ ما أو بعملٍ عليّ القيام به. وتساعدني هذه "النافذة السريعة الظهور" بتذكّر برنامج يومي. وهكذا هي الحال معنا أيضًا فقد وضع الله في قلوبنا هذه "النافذة السريعة الظهور" لتذكّرنا بأنّه علينا أن نهيّء أرواحنا لموعدنا مع الموت. وقد وضع الله في قلوبنا هذا المنبّه الدائم فنقرأ في كلمة الله: "... وَأَيْضًا جَعَلَ الأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ" جامعة 11:3. وقد أتت هذه الآية في اللغة الفرنسية كالتالي: “les pensees d’eternite,” ما معناه أنّ أفكار الأبديّة وُضِعت في قلوبنا. فجينياتنا الروحيّة تأتي محمّلة أفكارًا عن الأبدية. ونسأل أسئلة كالتالي: "من أنا؟"، "لماذا أنا هنا؟"، "إلى أين أنا ذاهب؟"، "هل الموت حقًا هو النهاية؟". فنحن نعلم في دواخلنا أننا وُجِدنا لسبب أكبر من أن نعيش 60-80 سنة. وقد بدأت هذه الأفكار التي تأتي على شكل نوافذ سريعة الظهور تراودني عند اقترابي من الموت (ذكرت هذه الحادثة في الدرس الأوّل: ماذا بعد الموت؟ نظرة على الأبدية). تراودنا جميعًا بين الحين والآخر أفكار عن الموت. لكن بعض الناس يغلقون على الموضوع ولا يودّون التفكير به.

 

في أيّة مرحلة من حياتك بدأت الأفكار عن الأبدية تراودك؟ وماذا كانت ردّة فعلك؟

 

لقد قطعنا شوطًا كبيرًا خلال الدروس الخمسة السابقة حيث اكتشفنا ما يقوله الله عن مصيرك وأين ستقضي الأبدية. لقد وُجدتَ لأكثر من هذا العالم! وهناك العدوّ الذي يسعى لتبقى منشغلاً بأمور هذا العالم. العدوّ هو إبليس وهو يشاء أن يبقي أفكارك بعيدة عن الحياة الثانية الأفضل بكثير مع المسيح. وهو لا يريدنا أن نبقي تركيزنا على الأبدية، بل أن نبقى مسحورين ومخدوعين بالعالم المادي المحسوس وغير فعّالين. وهو لا يريدنا أن نعي أننا مارّون في هذه الحياة بهدف تحضيرنا للحياة الأخرى. والكتاب المقدّس يخبرنا بأنّه وإن مات الإنسان فهناك حياة بعد الموت (يوحنا 25:11)

 

عندما كان جورج بوش الأب نائبًا للرئيس، مثّل الولايات المتحدة في جنازة ليوند بريجنيف رئيس روسيا الشيوعية حينها. وتأثّر بوش بقوّة بتأثّر أرملة بريجنيف بصمت؛ فهي أبت أن تفارق التابوت الموضوع فيه ووقفت هناك من دون حراك إلى أتت لحظة إغلاقه. وعندما أمسك الجنود بالغطاء قامت بحركة تنمّ عن الشجاعة والأمل لا بل تشير إلى تمرّد مدني صاخب؛ انحنت ورسمت إشارة الصليب على صدر زوجها. هناك في حصن العلمانية والإلحاد كانت زوجة القائد العظيم مشكّكة في صحّة ما فعله زوجها. أملت أن تكون هناك حياة أخرى والتي تتمثّل في يسوع الذي مات على الصليب ورجت بأن يسوع هذا يرحم زوجها.

 

كان ذلك القائد لبلد شيوعي يحاول أن يقمع كل معرفة عن المسيح وكلمة الله، لكن حتى زوجته آمنت سريًّا وراودتها في قلبها أفكار عن الأبدية. يمكنك أن تُنكر وجود هذه الأفكار وتُسكتها، لكن لا يمكنك إخماد تلك المعرفة الداخلية بأن الموت ليس هو النهاية. الله الذي في السماء لم يفقد الأمل منك وهو يدعوك لكي تجد الطريق إليه. قال يسوع لتلاميذه:

 

"فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا،

وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ».

قَالَ لَهُ تُومَايَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟»

قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." (يوحنا2:14-6)

 

قال إنّه سيأتي ثانية ويأخذك لتكون معه، هل تؤمن بذلك؟ هل وجدت الطريق إليه؟ والطريق ليس مجرّد عنوان بل هو شخص الرب يسوع المسيح نفسه. لقد دفع ثمن خطاياك وهو يدعوك لتقبله في حياتك وتقبل هدية الحياة الأبدية المجّانية (أفسس8:2-9). ويمكنك أن تثق في داخلك أنك تصل إلى بيت الآب السماوي عندما تأتي إلى الرب يسوع المسيح فقط. هل تتذكّر فعل الأمر الوحيد الذي قالته مريم أم يسوع؟ نعم، فمريم طلبت من العالم أمرًا وهو مدوّن في الكتاب المقدّس. قالت مخاطبة الخدّام في عرس قانا الجليل: "مَهْمَا قَالَ (يسوع) لَكُمْ فَافْعَلُوهُ." يوحنا5:2. تحمل هذه الكلمات حكمة رائعة يجدر بنا أن نطيعها. وقد قال يسوع: "اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي." يوحنا21:14 ونحن نُظهر محبتنا للمسيح بأن نحفظ وصاياه.

 

الكنيسة، عروس المسيح

 

من الأفلام المفضّلة عندي هو The Last of the Mohicans حيث تُعتقل "كورا" صديقة البطل دانيال داي لويس من قبل قبيلة هندية محاربة. وكان الأمل الوحيد هو أن يتركها هناك ثم يلحق بها وبأختها. يقول لها دانيال داي لويس: "سأجدك؛ تشبثي بالحياة مهما حصل ومهما طال الأمد ومهما بعُدت. سأجدك." من أين أتانا الحسّ الرومانسي باعتقادك؟ من السماء تمامًا! لقد انفصل الله خالق الكون عن العالم بسبب خطيّتهم (إشعياء2:59). وقد دعا العالم عبر العصور ليقتربوا منه فيأخذهم إلى منزلهم في أورشليم الجديدة حيث سيسكن معهم. ماذا يقول؟ "فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟»." تكوين 9:3. كان آدم وحوّاء في جنّة عدن مختبئين من الله بسبب استماعهما للعدوّ (تكوين8:3). وهكذا هي حال الكثيرين في هذه الأيام؛ هم مختبئون بينما الله يدعوهم راجيا أن يتجاوبوا معه ويتخلّوا عن برّهم الذاتيّ الذي هو كالخرق البالية ويتقدموا ليقبلوا عطيّة برّ المسيح. لا يهم كم وضعك صعب أو كم أنت بعيد عنه سيجدك ويجذبك نحوه إن تفتح قلبك له: "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ." يوحنا44:6 (التشديد مضاف).

 

إنّه راعي الخراف الصالح الذي يدور في الجبال مفتشًا عن خروف واحد ضال (لوقا 4:15). إنّه يعرف شعبه ويدعوهم بأسمائهم. وقد حاول المستحيل عبر العصور أن يُري الإنسان حاجته إلى مخلّص من الخطيّة. وكانت خطّته أفضل ما يمكن أن يفعله أحدهم من أجل أحبائه: مات من أجلهم ليحرّرهم من الخطيّة وينبهنا عمله هذا العظيم لقوّة محبته المضحية. لقد أرسل الله ابنه إلى العالم ليربح ويكسب عروسه (هؤلاء البعيدين عنه) لنفسه. يريدهم أن يأتوا إلى المنزل.ومراسيم الزواج بين أي رجل وامرأة ما هي إلاّ صورة عن ماذا فعل المسيح للكنيسة أي لشعبه.

 

وكتب بولس في رسالته إلى أهل كورنثوس عن المؤمنين (القديسين) بصفة العروس المهيأة للمسيح نفسه ليشير إلى مدى غلاوتنا في نظر الله:

 

"فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُل وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ." 2كو2:11

 

لقد رأى بولس الرسول بأن الخدمة التي أعطاه إياها الله هي تجهيز عروس المسيح لكي تكون طاهرة وبلا عيب في عرسها. لا يهم ما فعلت أو أين ذهبت فبإمكان العريس أن يطهرك (أو قد طهرك) وينقيك ويجعلك بلا عيب. إن كنت مؤمنًا بالمسيح فقد ألبسك ثوب البرّ الذي اشتراه لك عند صليب الجلجثة. وهو يدعو عروسه لتأتي إلى المنزل.

 

بولس ليس الوحيد الذي استخدم تشبيه الزواج، فالنبي إشعياء كتب مُساقًا بالروح القدس: "لأَنَّهُ كَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ، يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ. وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ." إشعياء5:62

 

ما هي المراسيم التي نقيمها في مراسيم الزواج بين رجل وامرأة والتي تشير إلى وتمثّل العلاقة بين الله والكنيسة؟

 

أوّل أمر يشير إلى العرس السماوي هو أن العروس تترك والديها والزوجان الجديدان يصبحان واحدًا. وقد كتب بولس الرسول عن اتحادنا بالمسيح عندما تكلّم عن الزواج:

 

«مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ." أفسس 31:5-32

 

يتكلّم بولس على مستويين: عن علاقة بين زوج وزوجته، لكن أيضًا عن الإتحاد السماوي بين المسيح وعروسه الكنيسة. نحن نُعرف "بالمسحيين"، والكتاب المقدّس يقول أننا سنحمل اسمه على جبهاتنا (رؤيا4:22). والإسم يشير إلى طبيعة المسيح أمّا جبهاتنا فتشير إلى تفكيرنا ومنهج تفكيرنا. أتساءل لما يشير خاتم الزواج؟ ربما يشير إلى الحياة الأبدية لأنه غير متناهٍ. وتمامًا كما أنّ كل ما يملك العريس تملكه العروس، هكذا فإن السماء قد أُعطيت إلى الكنيسة عروس المسيح. وكل ما علينا فعله هو أن نطلب لأنه وعد بذلك:"وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ." يوحنا 13:14وهو لم يُمسك أي شيء عن عروسه. يخبرنا الكتاب المقدّس التالي: "... قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ،" 2بط3:1. والعروس عادة تلبس الأبيض الذي يشير إلى الطهارة، كما أنّ عروس المسيح ستلبس في يوم عرسها البزّ النقيّ البهيّ:

 

وَسَمِعْتُ كَصَوْتِ جَمْعٍ كَثِيرٍ، وَكَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ، وَكَصَوْتِ رُعُودٍ شَدِيدَةٍ قَائِلَةًهَلِّلُويَا! فَإِنَّهُ قَدْ مَلَكَ الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ». رؤيا يوحنا6:19-8 (البز يشير إلى أعمال بر القدِّيسين).

 

منزل العروسين الجديدين

 

تجري العادة في الشرق الأوسط بأن يحمل العريس مسؤولية تحضير أو بناء البيت الذي سيسكنه مع عروسه. دعونا نلقي نظرة على المكان الذي هيّئه الله للّذين يحبونه:

 

ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ. وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاًهُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ.

 

وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ». وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِهَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!». وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ: فَإِنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ».

 

ثُمَّ قَالَ لِيقَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا. مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. رؤيا يوحنا 1:21-7

 

لا تظنّ أن الأرض الجديدة تعني أننا سنبدأ من جديد في عدن وأنه علينا أن نعيد اختراع الدولاب. لا، فالأرض الجديدة ستكون أرضًا أفضل بملايين المرّات. وهذا ما يقوله معلّم الكتاب المقدّس جون مكآرثر عن السماء الجديدة والأرض الجديدة:

 

نقرأ في رؤيا يوحنا1:21 عن "سماء جديدة وأرض جديدة". والكلمة اليونانية المستخدمة لكلمة جديدة kainos تشدّد على أن الأرض الذي سيخلقها الله لن تكون جديدة فقط أي غير قديمة بل ستكون مختلفة في الجوهر. ويستخدم بولس الكلمة اليونانية ذاتها في 2كورنثوس17:5"إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة." لقد تغيّرت النوعية. والسماء والأرض الجديدتان، تمامًا كطبيعتنا الجديدة في المسيح، ستكونان ممجّدتين وبلا خطيّة وأبديتيين.

 

شخصيًا لا أظن أن الله سيعطينا أرضًا جديدة لأن الأولى قد دُمِّرت فهذا يعطي العدو دورا كبيرا للعدوّ. لماذا الحاجة إلى سماء جديدة؟ وماذا نعني بكلمة سماء؟ هل نتكلّم عن الفضاء الأعلى؟ نعلم من بولس الرسول أن مسكن الله يُدعى السماء الثالثة (2كورنثوس2:12)، لذلك فمن غير المحتمل أن السماء التي ستُجدّد هو الجوّ الذي من حول الأرض. هل ستلوّث الإنفجارات النووية في الأرض الجوّ الخارجي؟ من الممكن أن يحدث هذا. لقد اختبرت الصين صواريخ للأقمار الإصطناعية في الفضاء والجيوش الحديثة تعتمد على الأقمار الإصطناعية لمراقبة الأعداء. وقد كتب بطرس في رسالته الثانية:

 

وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا. فَبِمَا أَنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ. وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ. 2بط10:3-13 (التشديد مضاف)

 

لماذا لن يكون هناك بحر في الأرض الجديدة؟ (رؤيا يوحنا 1:21)

 

كان البحر لشعب إسرائيل قديمًا إشارة إلى الضياع وإلى خطورة العواصف التي تهبّ. كما أنّ عدم وجود بحر ربما دلالة إلى أنّ الأرض لن تتلوّث وهي بالتالي ليست بحاجة لملح البحر. أنا أعلم أنّ 70% من الأرض مكوّنة من مياه و5% من البحر مكوّن من ملح. والملح يعقّم معظم تلوّث الأرض إذ مثلاً الأنهار تسحب المجارير إلى البحر. أعتقد أنّه سيكون هناك الكثير من البحيرات والينابيع والأنهار من دون المياه المالحة.

 

لاحظ أنّ المدينة المقدّسة ستنزل من فوق فهي لا تُبنى على الأرض بل يبنيها الله وينزلها إلى الأرض لشعبه. وكما قرأنا في رسالة بطرس فإنّها ستكون مسكن الأبرار. إنها ليست لندن الجديدة أو واشنطن الجديدة بل أورشليم الجديدة حيث سيسكن الله إلى الأبد. وفد أخبر سليمان أنّه وضع اسمه في أورشليم للأبد: "... قَدَّسْتُ هذَا الْبَيْتَ الَّذِي بَنَيْتَهُ لأَجْلِ وَضْعِ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ." 1ملوك3:9.

 

نقرأ في العدد 2 أنّ أورشليم الجديدة ستنزل كعروس مهيأة. لا أستطيع تفسير هذا المقطع والبعض يقول إنّ المدينة نفسها هي العروس ويدعمون ذلك بقولهم أنّنا هيكل من حجارة حيّة: "كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ ­كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ­ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ." 1بط5:2. بالمقابل فإنّنا نقرأ في العدد 27 بأنّه سوف يسكن هناك الذين أسماؤهم في سفر الحمل وليس الذين هم هيكلا! ونقرأ أنّ الله سوف يسكن معهم. هذه المدينة ستكون مسكننا والله نفسه سوف يسكن معنا. دعونا نقرأ ماذا كتب يوحنا في رؤيا يوحنا:

 

ثُمَّ جَاءَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ الْمَمْلُوَّةِ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلاً: «هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ».

وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَل عَظِيمٍ عَال، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ،

لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ.

وَكَانَ لَهَا سُورٌ عَظِيمٌ وَعَال، وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَابًا، وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاَكًا، وَأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَةٌ هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ.

مِنَ الشَّرْقِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْجَنُوبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْغَرْبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ.

وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ.

وَالَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي كَانَ مَعَهُ قَصَبَةٌ مِنْ ذَهَبٍ لِكَيْ يَقِيسَ الْمَدِينَةَ وَأَبْوَابَهَا وَسُورَهَا.

وَالْمَدِينَةُ كَانَتْ مَوْضُوعَةً مُرَبَّعَةً، طُولُهَا بِقَدْرِ الْعَرْضِ. فَقَاسَ الْمَدِينَةَ بِالْقَصَبَةِ مَسَافَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ غَلْوَةٍ. الطُّولُ وَالْعَرْضُ وَالارْتِفَاعُ مُتَسَاوِيَةٌ.

وَقَاسَ سُورَهَا: مِئَةً وَأَرْبَعًا وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، ذِرَاعَ إِنْسَانٍ أَيِ الْمَلاَكُ.

وَكَانَ بِنَاءُ سُورِهَا مِنْ يَشْبٍ، وَالْمَدِينَةُ ذَهَبٌ نَقِيٌّ شِبْهُ زُجَاجٍ نَقِيٍّ.

وَأَسَاسَاتُ سُورِ الْمَدِينَةِ مُزَيَّنَةٌ بِكُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ. الأَسَاسُ الأَوَّلُ يَشْبٌ. الثَّانِي يَاقُوتٌ أَزْرَقُ. الثَّالِثُ عَقِيقٌ أَبْيَضُ. الرَّابِعُ زُمُرُّدٌ ذُبَابِيٌّ

الْخَامِسُ جَزَعٌ عَقِيقِيٌّ. السَّادِسُ عَقِيقٌ أَحْمَرُ. السَّابِعُ زَبَرْجَدٌ. الثَّامِنُ زُمُرُّدٌ سِلْقِيٌّ. التَّاسِعُ يَاقُوتٌ أَصْفَرُ. الْعَاشِرُ عَقِيقٌ أَخْضَرُ. الْحَادِي عَشَرَ أَسْمَانْجُونِيٌّ. الثَّانِي عَشَرَ جَمَشْتٌ.

وَالاثْنَا عَشَرَ بَابًا اثْنَتَا عَشَرَةَ لُؤْلُؤَةً، كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الأَبْوَابِ كَانَ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ. وَسُوقُ الْمَدِينَةِ ذَهَبٌ نَقِيٌّ كَزُجَاجٍ شَفَّافٍ.

وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلاً، لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا.

وَالْمَدِينَةُ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى الشَّمْسِ وَلاَ إِلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا.

وَتَمْشِي شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ بِنُورِهَا، وَمُلُوكُ الأَرْضِ يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا.

وَأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ نَهَارًا، لأَنَّ لَيْلاً لاَ يَكُونُ هُنَاكَ.

وَيَجِيئُونَ بِمَجْدِ الأُمَمِ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا.

وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إِّلاَّ الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ. رؤيا9:21-27 (التشديد مضاف).

 

ما هي بعض الأمور التي تلفتك في وصف المنزل الذي يعدّه الله لك؟

 

مساحة سور المدينة مِئَةً وَأَرْبَعًا وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ما يساوي 216 قدمًا. كما نقرأ أنّ مسافة أورشليم الجديدة هي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ غَلْوَةٍ وعرضها كطولها؛ ما يساوي 1400ميلاً طولاً و1400ميلاً عرضًا. وتغطي هذه المسافة ولاية كاليفورنيا إلى جبال الأبالاش ومن كندا إلى المكسيك. ومساحة الطابق السفلي هي مليوني ميلا مربعًا. ولا تنسَ أنّ الطول مساوٍ للعرض (ع16). وإن كانت مساحة كل طابق هي 12 قدمًا، فهذا يصل بنا إلى 600،000 طابقًا تتسع لمليارات البشر الذين سيحصل كل منهم على بضعة أميال مربّعة. والمدينة هي على شكل مكعّب.

 

كانت هناك في هيكل سليمان غرفة لا يدخلها إلا رئيس الكهنة مرّة في السنة بعد تقديم الذبيحة، وكان هناك ستار يفصل بين حضور الله والإنسان. وقد انشق هذا الستار عند موت المسيح الكفّاري على الصليب (متى51:27). وكان قدس الأقداس حيث مسكن الله عبارة عن غرفة مساحتها عشرون ذراعًا.

 

في المقابل فإنّ أورشليم الجديدة تعكس إرادة الله بأن يسكن الإنسان معه للأبد. وهي صورة لدعوة الإنسان للحضور أمام محضر الله في قدس الأقداس والتمتّع بالشركة معه ومع شعبه إلى الأبد. كم كان رائعًا ليوحنا الرسول كاتب سفر الرؤيا أن يرى اسمه على أحد حجارة الأساس (رؤيا14:21). لا نستطيع أن نعرف الآن ما مدى تأثير عملنا للمسيح على الآخرين؛ الله وحده يعلم، لكن من الجميل أن يوحنا رأى تأثير حياته في الأبدية.

 

لماذا قد يحضّر الرب الإله الجبّار والحمل (المسيح) مسكنًا في أورشليم الجديدة في الأرض، بينما لله الكون كله ليختار مكانًا لعرشه؟ (ع 22)

 

إنها الإجابةلصلاة يسوع في يوحنا21:17 "... لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي." أورشليم الجديدة التي سيسكن فيه المسيح مع عروسه إلى الأبد. إنّه مكان تسوده وحدة القلب والعقل، وحيث نسكن معه إلى أبد الآبدين.

 

"وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ." رؤيا4:22

 

يا له من أمر مفرح أن نرى المسيح ونتمتع بجماله ونكون في شركة معه. هل بدأت ترى قيمتك في نظر الله؟ "من هو الإنسان حتى تفتكره؟" سأل داود. كم نحن مميّزون بنظر الرب الله الجبار حتى يختار هو وابنه أن يسكنا مع الإنسان في أورشليم الجديدة. لا يهم أين أنت فإنّ إله السموات يفتّش عليك لتأتي إلى بيته وتسكن معه إلى أبد الآبدين. والدعوة موجّهة لك ولعائلتك. لا يمكنك أن تقوم بأي أمر لتربحها بل هي مقدمة لك بالنعمة؛ إنه كرم الله الذي لا نستحقه.هل تقدّم حياتك له؟ إنه يريدك أن تعلم أنّ السماء منزلك الأبدي.

 

وفي النهاية، اضغط على الموقع الإلكتروني وشاهد التالي واعبد الله:

 

http://www.youtube.com/watch?v=qSI4lNTdhgo&feature=related

 

صلاة: أيها الآب، أشكرك لأنك تتكلّم معي عن ارادتك بالنسبة لمصيري الأبدي. ذكّرني كل يوم بأنّك تعدّ لي مكانًا وأنّك تعدّني لذلك المكان؛ الحياة الآتية. جهزّني لمنزلي الأبدي معك. آمين

 

يمكنكم تنزيل دروس الكتاب المقدس مجانا على الموقع التالي:

 

www.groupbiblestudy.com

Keith Thomas,

Email: keiththomas7@gmail.com

bottom of page