تنبأ يسوع بأن أنهاراً من الماء الحي ستتدفق.

تنبأ يسوع بأن أنهاراً من الماء الحي ستتدفق.. في تأملاتنا اليومية، نواصل التفكير في شوق الإنسان إلى الله وكيف يملأ الله كل من يبحث عنه. بالنسبة للشعب اليهودي، كان مركز العالم هو إسرائيل. وكان قلب إسرائيل هو أورشليم، وقلب أورشليم هو هيكل الله. خلال عيد المظال، كان هناك حدث ديني رسمي يسمى مراسم سكب الماء، حيث في اللحظة التي سكب فيها رئيس الكهنة إبريق الماء على أمل أن روح الله، الذي تحدث عنه النبي حزقيال (36: 24-27)، سيسكب ويتم في زمانهم، وقف يسوع ورفع صوته لكي يسمعه الجميع.

«من يعطش فليأت إلي ويشرب. ³⁸من يؤمن بي، كما قال الكتاب، من جوفه تجري أنهار ماء حي». ³⁹وكان يقصد بالماء الروح الذي كان المؤمنون به سيتلقونه لاحقًا. حتى ذلك الوقت لم يكن الروح قد أعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد تمجد بعد (يوحنا 7: 37-39).

قال يسوع إن من هيكل حياته ستتدفق قوة الروح المنعشة والمحيية والمشافية التي تحدثت عنها المياه والنبوءة (حزقيال 47: 1-9). عندما يعيش المسيح فينا، ويحكمنا ويملك علينا، فإن هذا النهر أو الينبوع سوف يتدفق من مركز كياننا، تمامًا كما قال يسوع. عندما نملك المسيح في هيكل قلوبنا، ونضعه في مركز عقولنا وقلوبنا وإرادتنا، فإن روحه سوف يتدفق إلى من حولنا، مانحاً حياة جديدة لنا وللآخرين. يوضح الرسول يوحنا أن الروح في ذلك الوقت لم يكن قد أعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد تمجد بعد (آية 39). لم يكن الروح قد حل إلا على أفراد معينين لأغراض محددة. ما وعد به الله هو أن روحه سيأتي إلى حياة جميع الناس.

²⁸وبعد ذلك سأفيض روحي على جميع الناس. أبناؤكم وبناتكم سيتنبأون، وشيوخكم سيحلمون أحلامًا، وشبابكم سيرون رؤى. ²⁹وحتى على عبدي وعبدتي سأفيض روحي في تلك الأيام (يوئيل 2: 28-29).

هناك أربعة شروط في يوحنا 7 للشرب بعمق من روح الله:

1) يجب أن تكون متعطشًا لمزيد من الله. هل أنت راضٍ عن حياتك كما هي؟ يحب ربنا أن يسعى إليه الجياع والعطشى. لا تدع المسيح يذهب حتى تروي عطشك. اقبل كل ما عند الله لك. اثبت في الصلاة لكي يأتي الروح ويملأك.

2) يجب أن تأتي إلى شخص المسيح. قال يسوع: ”ليأتِ إليّ“. هذه الدعوة لا تتعلق بالكنيسة أو بالالتزام بالأعمال الدينية، بل بالقدوم إلى المسيح نفسه. هل تحب شخص يسوع؟ عندما أنكر بطرس معرفته بيسوع ثلاث مرات بعد القيامة، أعاده الرب إلى مكانته بسؤاله ثلاث مرات عما إذا كان بطرس يحبه (يوحنا 21: 15-17)، وهو سؤال يجب أن يجيب عليه كل واحد منا. اطلب من الروح القدس أن يكشف لك مرة أخرى كل ما فعله المسيح من أجلك حتى تقع في حب شخص المسيح.

3) ستحتاج إلى الشرب. تؤكد هذه العبارة على استقبال الروح بقلب منفتح وصادق. الضعف والصدق هما علامتا القلب المستعد ليمتلئ بالروح. يتضمن ذلك اختيارًا واعيًا لاتباع طريق الله بدلاً من طريقنا. يعكس ذلك استعدادًا للخضوع والاتباع للراعي أينما قاد.

4) كل من يؤمن بالمسيح سيقبل (آية 38). ماذا يعني الإيمان؟ إذا كان هذا هو الشرط الذي وضعه الله، فعلينا أن ندرسه عن كثب. المسيح لا يتحدث عن مجرد الموافقة الفكرية على حقائق الإنجيل. الإيمان الحقيقي بالمسيح هو أكثر من مجرد إرادة العقل. إنه يتطلب قناعة داخلية صادقة وثابتة تؤدي إلى مجموعة مختلفة من القيم الأخلاقية التي تؤثر على شخصية المرء. يشير يسوع إلى هذا على أنه الولادة من جديد أو الولادة من فوق (يوحنا 3: 3).

هذه الأربعة هي الشروط الأكثر أهمية لعيش حياة الإيمان، بتوجيه من الروح القدس وبقوته. كل من يؤمن بالمسيح لديه الروح القدس (رومية 8: 9)، ولكن السؤال هو: ”هل الروح القدس لدينا؟“ أكثر الناس جاذبية في العالم هم أولئك الذين يقودهم روح الله. لكي تمتلئ بروح الله، عليك أن تتخلى عن السيطرة على مركز السلطة في حياتك. وأبرز مثال على شخص ممتلئ بالروح هو الرب يسوع المسيح. فلتكن في المسيح.